ربعهم مرشحون للحصول على حماية دولية.. 99 في المائة من الأطفال المغاربة الذين دخلوا سبتة لا يريدون العودة
كشف تقرير لمنظمة غير حكومية إسبانية، صدر بمناسبة مرور 6 أشهر على أزمة المهاجرين غير النظاميين التي عاشتها مدينة سبتة شهر ماي الماضي، إبان الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا والتي تلت دخول زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى الأراضي الإسبانية بشكل سري، أن حوالي 99 في المائة من الأطفال المغاربة الذين دخلوا إلى المدينة ذاتية الحكم لا يريدون العودة إلى عائلاتهم في المغرب، بل إن ربعهم تقريبا قد يخضعون للحماية الدولية.
وأجرت منظمة Save the Children المهتمة بحقوق الطفل مقابلات مع 617 قاصرا من الذين لا زالوا موجودين في سبتة والخاضعين لحماية السلطات هناك، إذ قال 98,6 في المائة منهم إنهم لا يرغبون في العودة إلى المغرب، مبرزة أن 75 في المائة منهم قادمون من المدن القريبة من الحدود مع المدينة الخاضعة لإسبانية والتي يطالب المغرب باستعادة السيادة عليها، وتحديدا من تطوان المضيق والفنيدق.
وأوضح التقرير أن أكثر من ثلث الأطفال المعنيين سبق أن تعرضوا للعنف، إذ قال 33,40 في المائة إنهم تعرضوا لسوء المعاملة أو الضرب أو الاعتداء الجسدي، بينما يُتوقع أن يكون 23 في المائة منهم عرضة للاستغلال من خلال تشغيلهم بشكل غير قانوني أو للاتجار في البشر، الأمر الذي يجعلهم مرشحين للحصول على حماية دولية، وهو ما يعني وقف عمليات ترحيلهم التي تجري بتنسيق بين حكومتي الرباط ومدريد.
وارتباطا بعمليات الترحيل، كشف التقرير أن هذا الأمر الذي انطلق في غشت الماضي أدى إلى نشر عدم الثقة بين الأطفال في مراكز الرعاية التي تحتضنهم، حيث لا يوجد حاليا في تلك المراكز سوى 425 قاصرا، وهو الأمر الذي دفع مديرة رعاية الطفولة في المنظمة المذكورة، كاتالينا بيراثو، إلى مطالبة الحكومة الإسبانية باعتماد بروتوكولات لتقييم المصلحة العليا للطفل، وتوفير الموارد اللازمة لتأمين حاجيتهم، والتشديد على توفير الموارد ذاتها في المغرب في حال إعادتهم.